تحليل الشخصية

اختبار تحليل الشخصية



اجب على الاسئلة التالية ثم اضغط على عرض النتيجة ليظهر تحليل دقيق لشخصيتك



اختر جنسك?
هل تحب الموسيقى?
هل تحب اطاعة القوانين?
ماهو أكثر مايخيفك?
القرار المنطقي هو دائماً الأفضل، حتى لو جرح مشاعر أي شخص آخر?
أيهما أسهل عليك
هل تفضل










تحليل دقيق اليس كذلك؟ كلا ليس كذلك.
في الحقيقة لو قمت بإعادة الاختبار باجابات مختلفة فانك ستبقى تحصل على نفس النـتيجة ، فهذا الاختبار مزيف يعطيك نتيجة غير حقيقية ورغم هذا لقد وجدت النتيجة تصف شخصيتك ، الاختبار لايصف شخصيتك ورغم هذا وجدت به وصفا لشخصيتك ! هذه الظاهرة اسمها : تأثير باريوم barreum effect ، يميل الناس الى إيجاد معلومات شخصية في عبارات لاتخصهم، العبارات أعلاه غامضة وتنطبق على أي انسان، بمن فيهم أنا وأنت .


هذه الظاهرة هي ما يجعل ممارسات مثل التنجيم وقراءة الكف والفنجان واسعة الانـتشار وتلقى تلك الممارسات قبولا لدى الاغلبية في بعض الدول ويفسر لنا أيضا لماذا لم تنقرض تلك الظواهر رغم التقدم العلمي في كل المجالات في هذا الزمن ، اذا اخذنا علم الابراج الذي يقصد به معرفة الشخصية من خلال موعد ولادة صاحبها ،فإننا نجده يستعمل عبارات غامضة مع كل الابراج بحيث مهما كانت شخصيتك فإن اي برج من الابراج ينطبق عليك ، يمكنك ان تتأكد من هذا بنفسك اذا لم تعرف البرج المناسب لوقت ولادتك فاختر اي برج يحلو لك بشكل عشوائي وسترى كيف وصف البرج ينطبق على شخصيتك وكأنه مفصل عليها.

بعيدا عن الابراج والتنجيم ، تأثير باريوم يخبرنا بما هو أكثر من ذلك ، فهو يعكس أوجها من أوجه القصور في الادراك وشكلا من أشكال الانحيازات التي لامفر منها .

شكل اخر من اشكال الانحياز هو مايسمى الباريدوليا Pareiodolia : وهي ظاهرة رؤية الوجوه البشرية في كل مكان تقريبا

وسبب هذه الظاهرة ان الدماغ عليه ان يرى الوجه أولا عندما تقابل في الشارع شخصا تعرفه ، فالوجه هو ما يمكنك من تمـيـيـز كل انسان عن الاخر ، الدماغ حتى له القدرة على تمييز التوأم المتطابقين اذا توفرت له الممارسة الكافية ،فالقدرة على التقاط الوجوه بسرعة له أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية ، ولكن هذه المقدرة لها أعراض جانبية تتمثل في الباريدوليا .

و الباريدوليا جزء من ظاهرة أشمل وهي الاستسقاط Apophenia وهي رؤية الـمعنى في اللامعنى ورؤية النظام في العشوائية مثل أن يتخيل الانسان سماع اسمه عند سماع كلمة ذات احرف مشابهة وأيضا توهم سماع كلام عند سماع صوت تشغيل الالات ، يندرج ضمن هذا ايضا ما يقوم به بعض الناس من اعادة تشغيل الاشرطة التسجيلية ولكن بالمقلوب بحيث تكشف لهم عن معان خفية في الاغنية أو التسجيل الذي يسمعونه.

والتعرف على الانماط له ميزة كبيرة فبفضله تأتي القدرة على التعلم وتوقع ما سيحصل ، فنحن نعرف ان الغيوم الثقيلة تؤدي للمطر عبر رؤيتنا لنمط متكرر ، حيث أن تكاثر الغيوم في السماء يتبعه في الغالب نزول المطر ، وهذه المقدرة ايضا تأتي على حساب شيء اخر كما ذكرنا.

واحدة من الانحيازات التي استأثرت باهتمامي هي مايسمي بالانحياز النسبي ، فواقع الامر ان عقولنا تدرك العالم بشكل نسبي وليس بشكل مطلق ، فـعندما نقول ان انسانا ما طويل فهو طويل بالنسبة لمن هم اقصر منه قامة وقصير بالنسبة لاخرين، وعندما تقرر شراء ايس كريم فانت على استعداد ان تمشي لمسافة كيلومتر بأكمله طلبا للبائع الذي يبيها بسعر دينار واحد على فرض ان البائع القريب من منزلك يبيعها بدينارين ، فالفرق هنا دينار واحد وهذا كثير ، لكن ماذا لو كنت تفكر بشراء سيارة جديدة ثمنها عشرة الاف دينار؟ عندها لن تمشي مسافة كليومثر طلبا للبائع الذي يعرضها عليك بسعر 9999 (عشرة الاف ناقص واحد)، ولكن لماذا هذا السلوك؟ اليست قيمة الدنيار ثابتة في كلتا الحالتين؟ فالدينار يشتري ما يشتريه الدينار في جميع الاحوال.

وأخيرا عندنا انحياز التوافق Confirmation Bias وهو بحث الاشخاص ، سواء بطريقة واعية أو غير واعية ، عن الادلة والمعلومات التي توافق معتقدات موجودة أساسا في عقولهم ،وتركهم وتجاهلهم للادلة المخالفة، وأكبر دليل على هذا الصفحات التي تتابعها على الفيس بوك و القنوات المفضلة في جهاز الرسيفر ، وجميعنا نفعل هذا حتى انا ، اننا نحاول اقناع انفسنا بما نحن مقتنعين به أساسا أكثر من محاولة تعلم شيء جديد .

وهذا الانحياز هو حجر الاساس في المعتقدات الخرافية قاطبة ، هل تتذكر تلك المواقف التي كنت تنتظر فيها الحافلة فيأتي التاكسي والعكس بالعكس ؟ تلك المواقف نادرة الحدوث جدا ، ورغم هذا تشعر بانها الوحيدة التي تحصل ولايحصل معك غيرها، وهذا لانك تعتمد على الذاكرة (الغير دقيقة بالضرورة) كمصدر للمعلومات ولا ننسى ايضا انحياز الموافقة الذي له النصيب الاكبر.

وهذا الانحياز بالذات يشغل بال العلماء كثيرا لدرجة انهم يبحثون دائما عن طرق لتفنيد النظريات الموجودة أكثر من محاولة إثباتها حتى لايقع العلم في دوغمائية ثابتة.

ولا يمكننا الاستغناء عن هذه الانحيازات والتخلص منها بنسبة مائة بالمائة ، فهي ، بالاصافة لكونها مفيدة لنا ، متأصلة فينا منذ زمن الانسان الاول ومطبوعة في حمضنا النووي ، ولكن معرفتنا بهذه الانحيازات تجعلنا أكثر وعيا من أن ننجرف وراءها ، وهكذا في المرة القادمة التي تجادل فيها صديقا تمهل قليلا فاحتمال ان تكون مخطا هو أكبر مما تعتقد.

























Share on Google Plus
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.