الاشباح



Ghost

انها ليلة هادئة في العاصمة واشنطن في الولايات المتحدة، داخل البيت الابيض نفسه يجلس الرئيس ابراهام لينكولن وزوجته ماري لينكولن على طاولة مستديرة ومعهما وسيط روحاني يزعم امتلاك القدرة على التواصل مع الموتى، يمسك ثلاثتهم بايدي بعض في جلسة لتحضير روح ابنهما المتوفي ويليام والاس لينكولن، ولا غرابة في هذا فجلسات تحضير الأرواح كانت رائجة جدا في ذلك الوقت في القرن التاسع عشر ووجدت طريقها الى أهم عائلة في الولايات المتحدة حالها حال بقية العائلات، معظم الناس وقتها كانو يعتنقون الايمان بوجود الاشباح ولم يقتصر الأمر على طبقة دون أخرى، وانتشار هذه المعتقدات بين طبقة أصحاب السلطة والقادة منحها ولايزال يمنحها نوعا من المصداقية الزائفة.


ما هي الاشباح؟


الاشباح هي أرواح الموتى التي يعتقد انها لم تفارق هذا العالم ولا زالت تحوم هنا وهناك، المؤمنين بوجود الاشباح يعزون سبب بقائها في عالمنا الى الرغبة في الانتقام ممن اذاها اثناء حياتها ولهذا لم تخل ثقافات الشعوب القديمة من طقوس ارضاء الاموات للسماح لأرواحهم بالعبور للعالم الاخر، وسبب اخر يفسر بقاء الارواح من وجهة نظر المؤمنين بالاشباح هو ان الاشباح موجودة بسبب ان الميت لم يعرف بعد انه قد مات حقا ولازال يجوب عالم الاحياء ظنا منه انه منهم. محاولة التواصل مع الاشباح ومخاطبتهم لها نصيبها من الانتشار الواسع، عام 2015 امتلأت مواقع الانترنت بلعبة تسمى تحدي شارلي حيث يأتي اللاعبون بورقة مكتوب عليها "نعم"و"لا" ويضعون على الورقة قلمين فوق بعضهما بشكل متقاطع ثم يأتي شبح أو روح المكسيكي الميت شارلي ويقوم بلا سبب واضح بتحريك القلم نحو الاجابة الصحيحة بحسب السؤال الذي يطرحه اللاعبون عليه، واللعبة كان يلعبها أشخاص كثر حول العالم فإما أن هناك شارلي في كل بيت أو أنه قام بتوظيف اشباح اخرين ليساعدوه، ومبدأ اللعبة ليس بجديد فهناك طريقة قديمة مشهورة لاستحضار الارواح وهي ما يسمى ألواح ويجا، حيث يتم رسم الاحرف على لوح كبير ويقوم الاشخاص الذين يريدون استحضار الشبح أو الروح بوضع أيديهم على المؤشر ثم يقوم الشبح باستخدام ايديهم لتحريك المؤشر على الاحرف التي يريدها وبهذه الطريقة يتم التواصل.


ouija

مبدأ نصل أوكام


في لعبة شارلي يبدو القلم وكأنه يتحرك وحده وبوسعنا تـفسير هذا أن مجرد التنفس أو أي تيار هوائي ضعيف كفيل بتحريك القلم الغير متوازن أساسا ولاحاجة لافتراض أن روحا خفية تحركه، اننا بتفسيرنا هذا نستخدم مبدأ نصل أوكام (نسبة الى صاحبه الفيلسوف ويليام الاوكامي) وهو مبدأ علمي ينص على أن التفسير الابسط من بين التفسيرات المحتملة عادة ما يكون هو التفسير الصحيح، فإنك اذا رايت صورة حصان مجنح ينفث اللهب مثل التنين فالتفسر الابسط أن الصورة مفبركة لا أن الحصان الطائر حقيقي، واذا تصادف وجودك داخل بيت مهجور وسمعت أصوات غريبة من الجدران فإن السيد ويليام الأوكامي يقترح عليك أن هذه أصوات بيت قديم تتاكل جدرانه بفعل عوامل الزمن وليس صوت شبح يصرخ داخل جدران البيت.


لكن ليس كل الظواهر يمكن تفسيرها بسهولة لهذا السبب هناك مدافعين متحمسين عن وجود الاشباح و الارواح الشريرة
واحدة من أغرب القصص التي سمعتها عن امرأة في المانيا كانت كلما فتحت باب الفرن تسمع أصوات تتحدث بالانجليزية يصعب تفسير هذا وبالنسبة لأي شخص يشهد احداث كهذه يصعب جدا اقناعه بأن الاشباح لا توجد، الرعب الذي سيصيبه وفتها كاف لإلغاء ملكة التفكير المنطقي في عقله، أما بالنسبة الى الفرن المسكون فاتضح لاحقا أن الفرن يحتوي على قطع معدنية تم توصيلها عن طريق الخطأ من قبل الشركة المصنعة بحيث صارت تلك المعادن تلتقط موجات الراديو وقد كان الراديو وقتها شيئا جديدا، لكن من اللذي سيخطر بباله وقتها هذا التفسير البسيط، شهود العيان سيقسمون لك انهم سمعوا كلاما يخرج من الفرن وسيكونون صادقين فهم فعلا سمعوا كلاما يخرج من الفرن.


وفي لوح ويجا التفسير يبدو صعبا قليلا وهو ظاهرة تسمى بـ "إيديوموتور" Ideomotor phenomenon وهي ظاهرة معروفة عند علماء النفس ولكنها مجهولة عند غير المختصين وهذا ما أقصده بصعوبة التفسير، وظاهرة إيديوموتور هي عندما تكون حركة الشخص بدافع من عقله الباطن من غير أن يعرف أنه هو من يقوم بالتحريك، ولعل صعوبة تفسير ما يجري عند استخدام لوح ويجا هو سبب سعة انتشاره حيث أن المروجين لوجود الاشباح يعتمدون على مغالطة الجهل فكل ما لا يعرفون له تفسيرا يقولون أن الارواح الشريرة سببته، في الواقع حتى لو بقيت ظاهرة الويجا بدون تفسير فلا يوجد ما يدفعنا لتفسيرها بوجود الارواح الشريرة، فقد يكون التفسير الصحيح موجودا ولكن لم نصل اليه بعد.


احيانا رؤية الاشباح وسماع اصواتها لايكون بسبب سوء تفسير صورة أو مجرد نقل غير دقيق لقصص تحكى


في كتابه "العقل المصدق" The believing brain حكى الباحث المشكك في الظواهر الخارقة ورئيس مجلة Skeptic، مايكل شيرمر، عن حادثة حصلت مع أحد المقربين منه، حيث سمع الجندي السابق "تشيك داربينو" chick d'arpino في احدى الليالي صوتا غامضا يخبره بان "المصدر" يتحدث اليه ويريد أن يخبره برسالة، داربينو رفض الكشف عن محتوى الرسالة التي جائته من "المصدر" ولكنه قال ان الرسالة تتعلق بالمحبة، داربينو انسان عاقل تماما لايعاني من أي أمراض عقلية، وهناك الكثير من الاشخاص الاصحاء عقليا ولاتظهر عليهم اعراض المرض العقلي يتحدثون عن سماعهم لأصوات تناديهم وتتحدث معهم فكيف لأشخاص أصحاء ان يسمعو أصوات تتحدث اليهم ألا يدل هذا على وجود كائنات خفية تحاول التواصل مع البشر؟ ليس بالضرورة، في الحقيقة فإن الهلوسة السمعية ليست نادرة بالنسبة للاشخاص الاصحاء عقليا، هناك ظروف معينة قادرة على جعل الدماغ الاكثر صحة يقوم بصنع الهلاوس، تذكر ان الدماغ بوسعه صنع هلاوسه الخاصة، الاحداث التي تراها في حلمك هي من صنع دماغك، وكذلك الدماغ قادر على صنع الهلاوس في اليقظة اذا تعرض لظروف معينة، تشمل تلك الظروف الاكتئاب والضغوط النفسية في القصة التي ذكرناها عن الجندي السابق داربينو قد يزول العجب اذا عرفت أن زوجته واطفاله تركوه، وكان في تلك الليلة يواجه انهيارا عاطفيا فربما كانت الرسالة التي تلقاها عن المحبة لسيت الا محاولة دماغه انقاذه من الحزن الشديد.


هناك أيضا ظاهرة ما يعرف بـ " تأثير الحضور المحسوس" Sensed-Presence Effect وهي الاحساس بحضور شخص اخر غيرك بينما واضح أنك في مكان منعزل، هذه الظاهرة معروفة عند المستكشفين الذين يمضون وقتا طويلا معزولين في الاماكن الخالية، ومتسلقي الجبال والبحارة الذين يبحرون بمفردهم، تشارلز ليندبرغ هو طيار ومهندس أمريكي وفي عام 1927 طار في رحلة من نيويوك الى باريس بدون توقف على متن طائرته الصغيرة وبينما هو فوق المحيط الاطلسي شعر على حد تعبيره بحضور شبحي في جسم الطائرة وكان جسم الطائرة انسان اخر يتحدث معه ويعطيه نصائح حول رحلته، متسلق الجبال النمساوي هيرمان بوول Hermann Buhlكان أول شخص ينجح في الوصول الى قمة جبل نانكا بربت تاسع اعلى جبل في العالم، وقد وصل وحده الى القمة بعد تراجع فريقه، ويروي سماعه للصخور تنادي عليه باسمه لكنه عرف انها مجرد هلوسة، ظاهرة الحضور المحسوس شائعة في ظروف معينة مثل البرد الشديد والعزلة الجوج والحرمان من النوم، ظاهرة الحضور المحسوس قد تكون مجرد امتداد للاحساس الطبيعي الموجود عندنا عندما نحس بوجود الاشخاص الحقيقين من حولنا في الحالة الطبيعية لكنها تخرج عن السيطرة في ظل الظروف العصيبة لتشمل الاحساس باشخاص غير موجودين ، تفسير اخر لتلك الظاهرة هو أن الفص الصدغي في الجانب الايسر من الدماغ مسؤول عن تخزين الصورة الشخصية عن الذات، اذا ظن دماغك ولسبب ما أن هناك "أنا" أخرى فسيترجم هذه الانا على أنها شخص اخر موجود بقربك.


صور اشباح


ان ما يتفق عليه المشككون بوجود الأشباح والمصدقين به ان معظم الصور ومقاطع الفيديو المتداولة ليست الا فبركات خصوصا مع عصر الحاسوب والبرمجيات القادرة على تعديل الصور والفيديو بكفائة عالية، وهذه البرمجيات صارت بمتناول أي شخص، وتصديق أي صورة او مقطع فيديو لهو ضرب من السذاجة المبالغ بها، لكن ليست كل الصور ومقاطع الفيديو مفبركة عن قصد، احيانا يحصل ما يشوه الصورة لتبدو كأن الكاميرا قد التقطت شبحا أحد الأمثلة الشهيرة على هذا كاميرا أمام محكمة في ولاية نيو مكسيكو الامريكية Santa Fe Courthouse التقطت عام 2007 ما يبدو كصورة شبح


Ghost2

في نهاية المطاف تبين أن النقطة التي تبدو كرأس انسان هي حشرة تعبر أمام الكاميرا، الفيديو ليس مفبرك ولكن تسيء ادمغتنا تفسيره، الدماغ بارع بملء الفراغات ويكفي أن تنظر لهذه الصورة لنرى وجه انسان


Ghost3

كل ما يحتاجة الدماغ هو ثلاثة ثقوب ليرى وجها، وانه لمن السخرية ان تكون قدرة أدمغتنا البارعة على ملء الفراغات هي التي تجعلنا نرى كل صورة مريبة غربية وغير واضحة على أساس أنها انسان او شبح لأنسان


لكن بالرغم من كل ماذكرناه قد يصر البعض على أن قصص الأشباح أكثر من أن تعد، فهل يعقل أن كل الشهود والاخبار المتواترة عن ظهور ورؤية الاشباح محض أكاذيب؟ هل يعقل أن يكذب كل هذا العدد من البشر؟ اولا القصص التي تحكى ليست كلها من شهود عيان، أغلبها من اشخاص يروون قصص أشخاص اخرين، شهود العيان يبالغون عادة بوصف ما رأو وكذلك من يروي القصة نادرا ما يتركها بحالها أو يرويها كما سمعها والسبب في هذا لايعود بالضرورة الى انعدام الامانة من قبل راوي القصة وإن كان انعدام الامانة واردا، لكن أي شخص يروي قصة ما فإنه لامحالة سيرويها كما فهمها لا كما سمعها حرفيا، لهذا تتغير القصة عندما تنتقل من راو لاخر وما افة الاخبار الا رواتها.


الاخوات فوكس


ما بدأ كمزحة أبريل تطور الى حركة روحانية اجتاحت الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، الشقيقتان ماغي فوكس (15سنة) وكايت فوكس(11 سنة)، ادعتا أن بوسعهما التواصل مع شبح بائع متجول مقتول، وقامتا باستعراض مهارة التواصل مع ذلك الشبح أمام مجموعة من الجيران، وكانت الطقوس تتم كالتالي، تسأل احدى الفتاتان الشبح الخفي وتأمره بأن ينقر على الارض ثم ياتي صوت نقرات غامضة تلبية لطلبها، انتشرت اخبار هذه الاحداث كالنار في الهشيم في نيويورك مكان اقامة الفتيات، وتجمع الناس في بيت عائلة فوكس ليشهدو جلسات التواصل مع الاموات، انضمت الاخت الثالثة "ليا فوكس" الى شقيقتيها ثم ما لبثت الامور الى أن تفاقمت لتتحول الاخوات فوكس الى رموز معروفة على مستوى امريكا وينضم الملايين الى الحركة الروحانية الجديدة بقيادة الاخوات فوكس وأصوات المشككين لم تكد تسمع لأن صوت كثرة الاتباع قد طغى عليها، ومما ساعد على انتشار حركة الاخوات فوكس الروحانية قيام الحرب الأهلية الامريكية حيث وجد الكثير من الناس العزاء في محاولتهم للتواصل مع أحبائهم الذين فقدوهم خلال الحرب، لاحقا وقبل وفاتها بسنوات قليلة اعترفت ماغي فوكس بأنها وشقيقتيها كانتا تمارسان الألاعيب لا أكثر وكانتا تستخدمان طقطقة الاصابع وأساليب أخرى لمحاكاة أصوات النقر التي يفترض بروح البائع المتجول اصدارها. ملايين الاشخاص في ذلك الوقت اتبعوا الاوهام فلا عبرة بكثرة العدد بل على العكس يسهل تصديق الهراء اذا اتبعه أشخاص كثر فاحذر من المعتقدات الشائعة حيث أن خطورتها تكمن في أن النفس تضعف امام راي الجماعة، وما أود قوله هنا ان لا أحد منيع من التعرض للخداع مهما كان ذكيا، بل ان الشخص الذي يظن نفسه لايخدع هو الاسهل ليخدع لأن ثقته تجعله يرخي دفاعاته على عكس الشخص الذي يرى نفسه هدفا محتملا فإنه يكون أكثر حذرا.


عندما يتعلق الامر بظاهرة ترتكز أساسا على مجرد قصص لأشخاص يحتمل أنهم رأوا أشياء اخافتهم فإن شهادات شهود العيان ليست مصدرا موثوقا، حيث أن عيوننا تخدعنا أحيانا كثيرة، ولعل التوهم وخداع البصر هو المصدر الرئيسي لتوهم رؤية الاشباح، فما قد يكون مجرد شخص يعبر الطريق بيدو في عتمة الليل والاضاءة الخافتة كشبح يأخذ نزهة ليلية، هذا يفسر لنا لماذا تظهر الاشباح في الليل فقط، هذا منطقي في حال أن الأشباح مجرد تخيلات سببها الانارة الغير كافية والقفز الى الاستنتاجات بتسرع ولاننسى عامل الخوف أيضا فالشخص المصاب بالذعر لاشك أنه في حالة عقلية لاتسمح له بالحكم على الامور وعمل استنتاجات متطقية، أما لو كانت الاشباح موجودة حقا والناس يرونها حول العالم فلا يوجد سبب يدعوها للاختباء نهارا، لكننا لانرى أبدا اشباحا تتجول وسط الشارع الرئيسي نهار الجمعة، أمر اخر وهو ان من الملاحظ أن الاشباح لايرها الا الناس الذين يكونون بمفردهم في مكان موحش أو معزول هذه الاماكن تسكنها بالطبع الطيور كالبوم وأيضا الخفافيش وهذه الحيوانت سريعة الحركة ووارد جدا أن يعتقدها الرائي أشباحا خصوصا كما قلنا عند الانارة الخافتة والخوف الشديد، الخوف يجعل الخطر يبدو أكبر حجما والسبب أن دماغك يحاول اخافتك أكثر ليجعلك تهرب وتنجو بحياتك، ، مشكلة اضافية تطعن بروايات شهود العيان وهي أن ذاكرة الانسان ليست دقيقة كما الاعتقاد الشائع وليست ثابتة بل هي تتغير، ذلك أنك كلما تذكرت شيئا حدث معك فإنك تقوم باعادة توصيل الاعصاب نفسها التي تحمل تلك الذاكرة، هذا يعني انك كلما تذكرت حدثا حصل معك فإنك تقوم بتعديل الذاكرة دون قصد منك ومع الايام تصبح الذاكرة مشوهة الى حد بعيد بحيث لا يمكن الاعتماد عليها، وهذا لايعود الى ضعف عقل الشخص نفسه ولكن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الذاكرة عند كل البشر بما فيهم أنا وأنت، ذاكرتنا نتبدل مع الوقت دون أن نشعر واذا انقضت مدة طويلة فلا يمكن الاعتماد على الذاكرة.


الادعاءات الغير عادية تتطلب ادلة غير عادية


هذا أحد مبادئ العلم، من يأتي بنظرية أو فرضية تخالف كل ما نعرفه عن الطريقة التي يسير بها العالم، مثل من يأتي بنظرية تخالف نظريات أخرى ثابتة راسخة، فعليه أن يأتي بأدلة قوتها بنفس قوة ادعاءه، والادعاء بوجود كائنات خفية – تظهر أحيانا- اسمها اشباح تخترق الجدران وتحرك الاجسام المادية بطريقة سحرية منتهكة قوانين الفيزياء التي نعرفها هو ادعاء جريء جدا بلا شك وينبغي أن يكون الدليل أكثر من مجرد قصص تحكى، وهلوسة من بعض الاشخاص الغير محظوظين، طبعا لايوجد دليل علمي على أن أحد شاهد الاشباح فضلا عن وجودها.


ادعاء وجود ما لايمكن نفيه


هناك مقولة شائعة وهي ان أحدا لايستطيع اثبات عدم وجود شيء، فبالرغم من أن الاشباح لم يرها أحد ولا دليل على وجودها فليس بوسع أحد نفيها لأن عدم الدليل ليس دليلا على العدم، فبالتالي شح الادلة أو انعدامها ليس دليلا على عدم وجود الاشباح، والحقيقة أن هذا المبدأ لاوجود له في العلم على عكس الاعتقاد الشائع ربما، غياب الدليل يدل في ظروف معينة على عدم وجود ما نبحث عنه، على سبيل المثال غياب النشاط الاشعاعي لمادة يعني ببساطة أن تلك المادة غير مشعة، وبالمثل لو كانت الاشباح حقيقية وتجوب العالم ويراها الناس ويتحدثون معها كما يدعي المصدقون بوجودها لكانت الأدلة على وجودها أقوى من الادلة على أي نظرية علمية موجودة الان ولربما استخدمتها الدول المتحاربة في نزاعاتها بدلا من استخدام الجواسيس البشريين.


ما المغزى من هذا كله؟


مقال طويل لتفنيد وجود الاشباح بالرغم من اعتقادي أن معظم من يتابع هذه المدونة لا يؤمن بالاشباح، ولكن القضية اكبر من هذا حيث أن لا احد منيع ضد الايمان بالخرافات والطريقة التي نفند بها وجود الاشباح، يمكن استخدامها للتأكد من صحة أي ادعاءات اخرى كقراءة الفنجان والابراج وغير ذلك، فيجب علينا تطبيق اقصى درجات الشك حول الادعاءات التي تقدم لنا خصوصا تلك الادعاءات والمزاعم التي تبدو متطرفة جدا في طرحها فيجب مجابهتها بشك اضافي ومطالبة أصحابها بادلة بنفس قوة ادعاءاتهم


الاشباح الحقيقية


اذا كنت من المصدقين بوجود الاشباح، ولا أظنك كذلك، فلا أريد منك ان تصاب بخيبة الامل، حيث أن هناك أشباح حقيقية فعلا يمكنك رؤيتها خلال الليل فقط! وهذه الاشباح عبارة عن كرات غازية ملتهبة من الهيدوجين والهيليوم توجد أو بالاحرى كانت موجودة في الفضاء الخارجي وأظنك عرفتها الان، إنها النجوم واقصد النجوم البعيدة جدا التي انطفأت منذ زمن بعيد ولازلنا نراها، الضوء يستغرق ملايين السنين ليصل الينا من تلك النجوم البعيدة، وما ان يصل الينا ضوؤها حتى تكون قد ماتت فنحن حرفيا نرى أشباحها.



مراجع وروابط خارجية
http://www.scientificamerican.com/article/the-sensed-presence-effect/
http://www.smithsonianmag.com/history/the-fox-sisters-and-the-rap-on-spiritualism-99663697/?no-ist
http://www.skepdic.com/ideomotor.html

Share on Google Plus

1 التعليقات:

  1. لا تبخل بمشاركة هذه المعلومات مع من تعرف وشكرا

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.