السيارة الكهربائية





الحديث عن السيارة الكهربائية يشمل جوانب عديدة وسأحاول تغطية كل شيء سواء من الناحية البيئية او من ناحية التكنولوجيا وغير ذلك.

هذا المقال طويل بعض الشيء لكن يمكن ان تستخدمه كمرجع لك لتعود له وقتما تحتاج اذا أردت معلومات حول السيارة الكهربائية.

أنواع السيارات الكهربائية

يمكننا تصنيف السيارات التي توصف بأنها كهربائية الى ثلاث اصناف رئيسية:

السيارات الهجينةHybrids : وهذه السيارات لا يمكنك وصلها بالكهرباء لشحنها، لكنها تستخدم الوقود لتوليد الكهرباء بداخلها فبالتالي استهلاكها للوقود سيكون اقل من السيارات التقليدية العاملة بالوقود.

السيارات الهجينة القابلة للشحن Plug-in hybrids : كما يوحي الاسم فهذا النوع من السيارات يمكن شحنه بالكهرباء ويقبل ايضا تعبئنه بالوقود، يعمل محركها بالكهرباء اولا وبعد انتهاء البطارية يحول الى الوقود الاحفوري.

سيارات الهيدروجين Hydrogen cars : هذا النوع من السيارات هو كهربائي حقا لكن لا تمتلك بطارية لشحنها، بدلا من ذلك يتم ملؤها بالهيدروجين المضغوط والذي عند اندماجه بالاكسجين القادم من الجو فإنهما يتفاعلان لتوليد الكهرباء التي يعمل عليها المحرك.

السيارات الكهربائية Electric Vehicle: وهذ النوع السيارات يمكنك شحن بطاريتها بالكهرباء كما تشحن هاتفك النقال وهي موضوعنها في هذا المقال.

تاريخ

إن فكرة سيارة تعمل بالكهرباء فقط ليست بجديدة، ففي أواخر القرن التاسع عشر صنعت اول سيارة كهربائية ببطارية قابلة للشحن وذلك عام 1884 في مدينة لندن.

بحلول عام 1900 كانت السيارات الكهربائية شائعة الى حد لا بأس به بين مالكي السيارات في الولايات المتحدة الامريكية، وكان عددها يشكل ما نسبته 38% من مجموع السيارات الموجودة انذاك، بالمقابل 22% من السيارات كانت تعمل بالوقود و40% تعمل بالمحرك البخاري، وتكنولوجيا المحرك البخاري كانت معروفة بشكل جيد في ذلك الوقت وموجودة منذ فترة، فلا عجب من هيمنة المحرك البخاري وقتها.

كانت هناك حالة من التنافس بين أنواع السيارات تلك، فلكل نوع ميزاته وعيوبه، السيارة الكهربائية بحاجة الى وقت طويل للشحن وليس بوسعها السير لمسافات طويلة حتى عند شحنها بشكل كامل وعلى الجانب الاخر كانت السيارات التي تعمل بالوقود ذات صوت عال جدا وكان يتم تشغيلها عبر ذراع كما في الصورة ويستغرق تشغيلها وقتا طويلا بالاضافة الى التلوث الشديد الذي تسببه.





بالرغم من كل شيء كانت السيارات الكهربائية في ذلك الوقت هي الافضل من حيث الاداء والاكثر صداقة مع البيئة، لكن اجمالا عدد السيارات ككل كان قليلا وقتها وكان سعرها مرتفع فكانت حكرا على الاغنياء، مما جعل التنافس بين الشركات التي تصنع انواع السيارات تلك ليس فقط في اصلاح عيوبها بل الاهم هو ايجاد طريقة لانتاج السيارات بطرق رخيصة لتكون بمتناول الجميع.

في عام 1901 قرر مزارع من ولاية ميشيغان الأمريكية يدعى هنري فورد Henry Ford ان يدخل مجال صناعة السيارات وقد عمل سابقا مع المخترع المعروف توماس اديسون مما اكسبه الخبرة في مجال الاعمال فأسس شركة فورد في 1901 والتي لاتزال عاملة الى حد الان.

شركة فورد Ford كانت من الشركات التي تخصصت في صنع سيارات تعمل بالوقود، وقد استطاع فورد بشركته حديثة الوجود ان يغير مجال صناعة السيارات وذلك بابتكاره لطريقة تجميع اجزاء السيارة خلال خط انتاج متحرك بدلا من الطريقة التقليدية التي تقضي بتجميع السيارة يدويا، وقد ساهم خط الانتاج المتحرك بتقليل تكلفة التصنيع الى الحد الذي جعل شراء السيارة في متناول الجميع.

تلك كانت الخطوة منعطفا في مجال صناعة السيارات حيث هيمنت السيارات التي تعمل بالوقود على السوق وسحبت البساط من تحت اقدام أنواع السيارات الأخرى، في عام 1914 كانت نسبة السيارات التي تعمل بالوقود تشكل 99% من مجموع السيارات الامريكية الجديدة.

بسبب الجدوى التجارية للسيارات التي تعمل بالوقود تشجعت الشركات على الاستثمار بها ونبذ السيارات الاخرى بما في ذلك السيارة الكهربائية، توالت بعد ذلك الابتكارات لحل مشاكل السيارات التي تعمل بالوقود، مثلا تم ابتكار مفتاح التشغيل الكهربائي لتسريع عملية تشغيل السيارة ولا زال يستخدم الى الان.

وأنا عندما اتكلم عن تاريخ السيارات فقصدي هو شرح الطريقة التي تسير بها التكنولوجيا، فالتكنولوجيا لا تسير نحو التطور بشكل تلقائي بل لا بد أن تكون هناك جهود لدفعها في الاتجاه الصحيح.

لا شك ان تاريخ صناعة السيارات كان يمكن ان يسير باتجاه مختلف عما سار عليه فعلا، فكان من الجائز أن تخترع شركة اخرى نظاما لتقليل تكلفة صناعة السيارة الكهربائية وتصبح في تلك الحالة السيارة الكهربائية هي المهيمنة.

لكن ما حصل في الواقع ان السيارة الكهربائية اختفت عن الوجود تقريبا لأن صانعيها لم يتمكنو من منافسة السيارات العاملة بالوقود.



الظهور الثاني للسيارة الكهربائية

بما أن التكنولوجيا لا تسير بالضرورة نحو الافضل، احيانا تضطر الحكومات للتدخل في محاولة منها لدفع عجلة التطور للأمام.

الرئيسان الامريكيان رونالد ريغان وبيل كلينتون حاولا اصدار قوانين تعفي مالكي السيارات الكهربائية من الضرائب وقد نجحا الى حد ما في هذا إلا أن الرئيسان التاليان لهما (رونالد ريغان وجورج بوش) ابطلا تلك القوانين.

والهدف من قوانين كهذه تشجع انتاج السيارات الكهربائية لأهداف بيئية ومشكلة تلوث الهواء ترتبط جذريا بالسيارة الكهربائية وهو ما سيأتي الحديث عنه.

محاولة اخرى لتشجيع السيارات الكهربائية لأسباب بيئية ايضا كانت في ولاية كاليفورنيا الامريكية حيث قامت حكومة الولاية بإجبار صناع السيارات على تخصيص جزء من سياراتهم لتكون سيارات كهربائية، التزمت شركات السيارات على مضض فكانت نسبة السيارات الكهربائية 5% من مجموع السيارات التي تصنع في كاليفورنيا، قررت حكومة الولاية لاحقا زيادة النسبة الى 10%.



جينيرال موتورز والسيارة EV1 الكهربائية



كاستجابة لقانون ولاية كاليفورنيا الجديد في التسعينات من القرن الماضي صنعت شركة جينيرال موتورز General Motors سيارة كهربائية رائعة احبها الزبائن وكانت تسمى EV1.

والحقيقة ان جينيرال موتورز كرهت ما صنعته وفعلت ما يمكن فعله حتى لا يشتريها احد فبالتالي تجد الشركة عذرا لتتخلص من التزامها في تطبيق قرار الحكومة.

أما السبب في أن جينيرالز موتور لم تعجبها فكرة السيارة الكهربائية لأنها لو نجحت وصارت واسعة الانتشار فهذا يلزم الشركة ان تغير طريقتها في صناعة السيارات، وبالتالي تغيير الاتهم ومصانعهم والتكنولوجيا المستخدمة.

لكن الاحداث جرت على عكس رغبة جينيرال موتورز فقد احب الناس كما قلنا السيارة الكهربائية وأرادوا شراء المزيد مما أشعر الشركة بخطورة سيارتهم الجديدة على المستقبل، فكان ان بدأوا بالضغط على حكومة كاليفورنيا بمساعدة شركات السيارات الاخرى، وناصرتهم شركات البترول لأسباب واضحة حيث ان انتشار السيارات الكهربائية يعني استهلاكا أقل للنفط، وهذا يعني خسائر مالية.

التحالف مابين شركات البترول وشركات السيارات لاقى دعما من الحكومة الفيدرالية (حكومة جورج بوش حيث كان رئيسا انذاك)، وقد نجحت تلك الضغوطات في اجبار حكومة كاليفورنيا في عام 2003 على الغاء ذلك القانون الذي يلزم صانعي السيارت على صناعة سيارات كهربائية كجزء من صناعتهم.

سحبت جينيرال موتور سيارتها الكهربائية EV1 من الزبائن وتخلصوا منها ومثل ذلك فعلت الشركات الاخرى، وحكم على السيارة الكهربائية بالموت مرة ثانية.

من ناحية الأداء بوسع EV1 التسارع الى 80 كيلومتر في الساعة في اقل من سبع ثواني واقصى سرعة تصلها كانت 130 كيلومتر في الساعة، مدى البطارية يختلف بحسب الموديل لكنه لم يتجاوز 100 كيلومتر.


اضغط على الارقام لمتابعة القراءة
1 2 3 4

Share on Google Plus
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.