إننا نعيش في عالم فوضوي بأحداث غير متوقعة أقرب للعشوائية منها الى النظام، وبصفتنا كائنات تميل الى الرغبة بايجاد التفسير لكل شيء ومحاولة توقع الاحداث للاستفادة منها، فإننا نحاول جاهدين أن نجعل تلك الاحداث العشوائية مترابطة ومنطقية في محاولة منا لفهم كيف يسير العالم من حولنا، لكن احيانا نبالع في تبسيط الامور والتقليل من العشوائية واللانظام في الاحداث ومن هنا جائت ما تسمى نظرية المؤامرة كمحاولة لفهم العشوائية في الاحداث عن طريق تفسيرها بأيدي خفية تتلاعب بالعالم وتصنع أحداثه.
ماذا نقصد بنظرية المؤامرة؟
إن مفهوم المؤامرة واسع جدا، فهو يشمل بضعة أفراد يخططون لعمل إجرامي، الى مجموعة من الدول تتعاون فيما بينها للنيل من دول أخرى كما في حالات الحروب، الا أن المقصود بنظرية المؤامرة في بحثنا هذا هو تلك الافكار والنظريات التي يطغى عليها الطابع الخيالي مما يجعل صحتها أمرا مستبعدا، بالتالي أنا لا أقصد بنظرية المؤامرة مجرد التعبير الاصطلاحي عن محاولة عدة جهات التعاون بينها لتحقيق هدف مشترك، فلا أحد بوسعه أن ينكر أن الدول في ما بينها والافراد كذلك من الممكن أن يتعاونوا في الخفاء لتحقيق أهداف معينة.
بالنسبة الى المؤامرات التي نحن بصددها فإن السمة العامة المميزة لها هي احتواؤها على فكرة وجود جهات خفية تتحكم بالعالم، وتتعاون تلك الجهات فيما بينها لتحقيق منفعتها على حساب المصلحة العامة.
أما عن هوية تلك الجهات التي تعمل بالخفاء فتختلف بحسب النظرية وبحسب من يروي وجهة نظره حول النظرية كما سيتضح معنا عند سرد النظريات.
قبل أن نستعرض أهم تلك النظريات وأكثرها انتشارا علينا ان نقول بضع كلمات حول نظريات المؤامرة ومالذي يجمع بينها ولماذا يؤمن الناس بها.
المؤامرة والتعليم
واحدة من الدراسات التي اجريت من قبل جامعة ميامي اشارت الى أن التعليم له دور في تقليل الاستعداد لتقبل نظريات المؤامرة والتصديق بها، فحوالي 42 بالمئة من غير الحاصلين على الشهادة الثانوية يميلون بشدة الى التصديق بالمؤامرة، بينما تنخفض النسبة الى 23 بالمئة بين الحاصلين على الشهادات العليا(1).
المؤامرة والفروق المجتمعية
بالرغم من أن نظرية المؤامرة تنتشر بين جميع الطبقات في المجتمع وموجودة في جميع الشعوب، الا أن هناك فروقا في الاعتقادات تختلف من مجتمع لاخر.
في الولايات المتحدة من يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون تنتشر بينهم معتقدات ان الاحزاب السياسية تعمل بإمرة الشركات الكبرى وبهذا تتامر الشركات مع الحكومة، بينما في جانب المحافظين خصوم الليبراليين فتـنتـشر بينهم اعتقادات بأن الأكاديميين والعلماء يتامرون ضد الشركات لإضعاف الاقتصاد الامريكي.
احيانا يقود الاعتقاد بالمؤامرة الى معتقدات متناقضة مثلا اذا كنت تؤمن أن أسامة بن لادن مات قبل 2011 فعلى الارجح أنك تؤمن انه لازال حيا، هذا لأن الاعتقاد بنظرية المؤامرة غير مبني على ادلة بل لأسباب أخرى سنذكرها.
لماذا يؤمن الناس بنظرية المؤامرة؟
لا يوجد سبب وحيد يدفع للايمان بالمؤامرة، إنما هنالك مجموعة من الاسباب التي تجعل فكر المؤامرة مقبولا:
الشخصية الشكاكة
الشخصية الشكاكة Paranoid Personality، وهذا المصطلح هو اسم لاضطراب نفسي معروف، والمصاب بهذا الاضراب لا يستطيع الا أن يرى أن الناس يتامرون عليه، ويصبح كل همه بعدها جمع الادلة لإثبات تلك المؤامرة المزعومة، ولا يهم اذا اخبرته ان ما يشعر به ليس الا محض اوهام لأنه سيتهمك حينها بأنك شريك في المؤامرة التي تحاول نفيها، ومن ينظر الى نظريات المؤامرة المنتشرة سواء السياسية أو العلمية أو أي نوع اخر سيرى نفس النمط بحيث أن اي محاولة منك لاقناع اصحاب نظرية المؤامرة بزيف نظريتهم وبطلانها ستكون بالنسبة لهم دليلا على أنك طرف في تلك المؤامرة.
بالتأكيد ليس كل المؤمنين بالمؤامرة مضطربين نفسيا، إنما وكما قلنا ثمة أسباب كثيرة، البعض يؤمن بالمؤامرة بسبب نقص المعرفة، مثلا البعض ينظر الى تحالف الدول مع بعضها بعد فترة من الحروب على ان حربهم لم تكن حقيقية من البداية، بينما الملمين في الامور السياسية يعرفون أن طبيعة العلاقات بين الدول هي بهذا الشكل.
لاننسى أيضا التضليل الموجود في بعض وسائل الاعلام لتدعيم فكرة المؤامرة ، أحيانا اخرى يكون الايمان بوجود المؤامرة بسبب ضغوط اجتماعية على الفرد، اذا كان معتقد المؤامرة هو السمة العامة للبيئة التي تعيش فيها فمن المرجح انك ستؤمن بما يؤمن به أغلب الناس في بيئتك مثل المدينة أو الدولة التي تسكنها.
حلول سهلة
تقدم نظرية المؤامرة حلا سهلا لمعرفة ما يجري في العالم، كما قلنا في البداية فإن الاحداث في هذا العالم يغلب عليها طابع الفوضى وعدم النظام، وتقدم نظرية المؤامرة اجابات سريعة وسهلة عن طريق فرضية واحدة وهي وجود أياد خفية تتحكم في الاحداث العالمية.
المصلحة
المصلحة أو المنفعة لها نصيبها أيضا من الدوافع لنظرية المؤامرة، اذا نظرنا الى مؤامرة الاحتباس الحراري، وهي النظرية القائلة بأن الاحتباس الحراري لا وجود له، وهو ليس الا مؤامرة من قبل العلماء بالتعاون مع الحكومات للتأثير على الشركات، سنجد المروجين لهذه النظرية هم اصحاب الشركات التي تلوث الهواء بدخان مصانعها.
نظرية المؤامرة تعطي احساسا بأنك تمتلك معلومات قليلة الوجود لا أحد يعرفها الا أنت وكأن ندرة المعلومات تعني أهميتها وهذه مجرد مغالطة، فقيمة المعلومات تأتي من صحتها وليس من ندرتها، أيضا نظرية المؤامرة تعطي احساسا لمعتنقها إحساسا بالبطولة لأنه، وبحسب اعتقاده، يحارب قوى الشر والمؤامرة العالمية ضده، فبحسب نظرية المؤامرة دائما ما يكون العدو هو الاقوى.
لا يمكن تفنيدها
إن مما تعرف به نظرية المؤامرة هو استحالة تفنيدها، إن أي محاولة لتفنيد نظرية المؤامرة أو تبيان بطلانها كما أفعل أنا الان، يعتبره أصحابها دليلا إضافيا على قوة المؤامرة ضدهم واستفحالها، فنظريات التآمر التي سأذكرها في هذا المقال قد يعتبرني انصارها طرفا فيها واني أحاول انكار المؤامرة من أجل التمويه فقط، وأي دليل يمكن تقديمه ضد النظرية ليس الا تمويه وخداع إضافي من المتآمرين، وعلى هذا فنظرية المؤامرة أصبحت منيعة من التفنيد بطبيعة الحال، وهي بهذا غير مجدية من ناحية معرفية، لأن المعرفة تقوم على أفكار لا يستحيل تفنيدها وعدم إمكانية تفنيدها مع عدم الاستحالة تعني صحتها على العكس من نظرية المؤامرة التي يستحيل تفنيدها.
خطورة فكر المؤامرة
كأي معتقد زائف نظرية المؤامرة لها أضرار مباشرة واخرى غير مباشرة، فالمعتقدات الزائفة تفسد العقل، وتراكمها يمنعه من التفكير السليم، فالعقل الذي بوسعه الايمان بنظريات خيالية واضحة البطلان يسهل خداعه من قبل أي نصاب أو محتال على العكس من العقل الذي اعتاد البحث عن الحقيقة ولو على حساب راحته، وبالنسبة لنظريات المؤامرة فضررها المباشر واضح في تصرفات المؤمنين بها، فلا يوجد ما هو أسوا من ان يضحي الانسان بطاقاته ووقته أو حتى حياته في سبيل أوهام فقط، وهنا تظهر لنا أهمية العلم والتفكير العلمي في تبيين الطريقة الصحيحة التي نفصل بها الحقيقة عن الخيال.
سنعرض بضعة نظريات مهمة لكننا لن نفصل في تفنيد كل واحدة منها إنما سنكتفي بشكل رئيسي بتلخيص محتواها، لكن عليك أن تعلم أن كل النظريات التي سنعرضها غير صحيحة
اضغط على الارقام لإكمال القراءة
كذبة الصعود للقمر
في عام 1961 أطلقت وكالة الفضاء الامريكية NASA مشروع ابولو لارسال البشر لسطح القمر، وقد كتب للمشروع النجاح اذ مشى رائد الفضاء نيل ارمسترونغ على القمر في عام 1969 ليكون بذلك أول انسان تطأ قدمه عالما اخر غير الارض، تبعت تلك الرحلة رحلات أخرى ليصل عدد رواد الفضاء الذين مشو على القمر 12 رجلا.
كانت اخر تلك الرحلات في عام 1972 ومنذ ذلك الوقت وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يقم احد برحلات مأهولة للقمر.
أما أصحاب نظرية المؤامرة فلهم رأي اخر، بل في الواقع لهم عدة اراء:
1- قسم منهم يدعي أن الرحلة الاولى في عام 1969 لم تصل القمر، أما الرحلات التي تلتها فوصلت فعلا للقمر.
2- لم تصل أي مركبة مأهولة للقمر وكل المركبات التي وصلت القمر هي فقط روبوتات، اصحاب هذا الرأي يقولون بامكانية الصعود للقمر، لكنهم لايعترفون ان ذلك قد تم فعلا.
3- لا يوجد أي مركبة مأهولة أو غير ذلك خرجت من الغلاف الجوي للارض، وجميع الاقمار الصناعية تدور صمن حدود الغلاف الجوي، واصحاب هذا الرأي يقولون باستحالة خروج شيء صنعه الانسان الى الفضاء، وهذا القول متطرف أكثر من سابقيه وان كانت كل تلك الاراء خاطئة.
4- تم فعلا الصعود للقمر ولكن الصور مزيفة، واصحاب هذا الرأي واضح أنهم متمسكون بالمؤامرة حتى اخر رمق.
بالرغم من الخلافات فيما بينهم الا أن المنكرين لصعود الانسان للقمر متفقين كلهم على أن الصور ومقاطع الفيديو الخاصة برحلة أبوللو11 (الرحلة الاولى) هي صور مفبركة تم تصويرها باستوديوهات تابعة لوكالة ناسا بدلا من تصويرها في القمر فعلا، والهدف بحسب زعمهم أن الولايات المتحدة الامريكية ارادت اظهار نفسها كقوة اقتصادية وعلمية عن طريق ادعاء الذهاب للقمر.
والغريب في الأمر أن حكومات الدول المنافسة للولايات المتحدة مثل الاتحاد السوفييتي وقتها، لم يخطر ببالها فعل الشيء نفسه، اقصد أن يزيفوا صعودا خاصا بهم الى القمر.
عمل على مشروع أبولو عشرات الالاف من الاشخاص ويستحيل اقناعهم جميعا بالسكوت، كقاعدة عامة كلما كثر عدد المتامرين صار اخفاء الحقيقة أصعب وعندما تتحدث عن العدد الكبير للمشتركين بمؤامرة الصعود للقمر يصبح الذهاب للقمر اسهل من تزييف الذهاب للقمر.
مما يجدر ذكره ايضا أن هناك نظرية اخرى تقول أن الامريكيين بنو قاعدة عسكرية سرية على سطح القمر وسيستخدموها لمهاجمة دول أخرى.
احداث 11 سبتمبر
كلنا نعرف احداث الحادي عشر من سبتمبر التي هزت العالم ولا زالت، والتي يفترض انها من تنفيذ منظمة القاعدة، لكن هناك من يرى أنها من تدبير أمريكي، ومنظمة القاعدة ليس لها وجود، وهناك من يرى أن منظمة القاعدة موجودة فعلا ولكن لاعلاقة لها بالأحداث.
كحال العديد من نظريات المؤامرة الاخرى هناك عدة نسخ من هذه النظرية،
1. الحكومة الأمريكية قامت بتفجير الابراج باستخدام متفجرات وضعت في برجي التجارة العالميين تم تفجيرها عن بعد، وفي نفس الوقت تم التحكم بالطائرات عن بعد لتصطدم بالابراج لحظة الانفجار.
2. تعاونت الحكومة الامريكية مع منظمة القاعدة لتفجير البرجين.
3. منظمة المتنورين/ الماسونية/فرسان الهيكل قامت بالتفجير لاشعال الحروب بين الدول كجزء من مخططهم للسيطرة على العالم.
4. الموساد قام بالعملية لتأليب العالم ضد العرب وتم انذار اليهود القاطنين في نيويورك وتحذيرهم من زيارة البرجين وذلك قبل الاحداث ببضعة أيام.
5. تعاونت المظمات والدول الاسلامية لتنفيذ الهجوم وتم تحذير المسلمين القاطنين في نيويوك من زيارة البرجين.
الشيء المشترك بين كل هذه النظريات هو عدم اقتناع اصحابها بأن منظمة صغيرة كالقاعدة يمكن ان تقف خلف احداث كبيرة كأحداث 11 سبتمبر، وهذه السمة في التفكير شائعة ايضا في اوساط المروجين لنظريات المؤامرة الاخرى، اذ يصعب احيانا تقبل أن الاحداث الكبيرة يقف ورائها أشخاص عاديون، لهذا السبب فإن الاحداث الكبيرة تشكل بذرة لطريقة التفكير المؤامراتية.
من سخرية القدر المؤسفة
في عام 2011 أجرى المجلس الدولي للامن والتنمية دراسة في ولايتي هيلمند وقندهار الافغانيتين، كشفت أن 92 بالمئة من الشبان الافغان لم يسمعو بأحداث 11 سبتمبر(2).
الزواحف تحكم العالم
ربما لم تسمع بهذه النظرية من قبل فهي غير منتشرة كحال بعض نظريات المؤامرة الاخرى.
تتلخص هذه النظرية بأن الحكام الفعليين للعالم ليسو بشرا بل كائنات قادمة من الفضاء تشبه في شكلها الزواحف، ولتلك الزواحف القدرة على تغيير شكلها الخارجي لتتـنكر على هيئة البشر، وبهذه الطريقة تخفى تلك الكائنات حقيقتها عن الناس، وبوسع تلك الزواحف التزاوج مع البشر لإنتاج سلالات هجينة، وتعيش الزواحف بيننا منذ الاف السنين من غير أن نشعر بوجودهم وذلك بفضل قدرتهم على التنكر، ويفترض أنهم علموا البشر كيفية بناء المدن والعيش الحضاري.
وتلك الزواحف التي يفترض أنها تحكم العالم لها أكثر من نوع وأكثر من فصيل وكل نوع له خصائصه ووظيفته، فمنهم من يعيش في قواعد تحت الارض ويبلغ طول هؤلاء من 6 الى 12 قدما، أي حوالى 3 أمتار، وهناك النوع الملكي وهؤلاء لهم أحنحة للطيران ويبلغ طول الفرد منهم أكثر من 6 أمتار.
وبسبب التقنيات المتطورة التي لديهم والقوى العقلية الفائقة التي يمتلكوها فإنهم الان القادة الفعليين لعالمنا، فقادة الدول العظمى هم إما زواحف فضائية تتـنكر على هيئة البشر أو انهم يتلقون أوامرهم من الزواحف الفضائية.
الهدف الذي تسعى تلك الكائنات لتحقيقه هو منع البشر من التطور التكنولوجي حتى لا ننافسهم خاصة في مجال غزو الفضاء فهم يريدون السيطرة على اكبر عدد من كواكب هذه المجرة، وجائت الينا الزواحف الفضائية من كوكب يدعى دراكو Draco، ولازالو مرتبطين بقادتهم في ذلك الكوكب وعلى اتصال معهم.
وأول من نشر هذه الفكرة هو ديفيد آيك David Icke، حيث ادعى بوجود منظمة تسمى "أخوية بابل" تضم بين اعضائها زواحف فضائية وهؤلاء الاعضاء متغلغلون في وسائل الاعلام العالمية وقادة الدول والجيوش والجماعات الدينية.
أما الأدلة من وجهة نظره على أن المشاهير في العالم هم زواحف متنكرة، فهي الصور الملتقطة لهم ولا أعني صورا ملتقطة للزواحف نفسها طبعا، إنما لمعان العيون بلون أحمر اثناء التصوير، للتوضيح هناك ظاهرة اسمها ظاهرة العين الحمراء وتحدث عندما يتم التصوير باستخدام ضوء الفلاش الخاص بالكاميرات، أحيانا ضوء الفلاش القوي يكشف الاوعية الدموية في العيون لتبدو بلون أحمر، واحمرار العيون في الصور كان هو الدليل على تنكر الزواحف على شكل انسان!
المنطقة 51
هذه المنطقة موجودة في صحراء ولاية نيفادا في الولايات المتحدة الامريكية، على بعد 160 كيلومترا شمال مدينة لاس فيغاس.
المنطقة 51 تحتوي على مطار عسكري والغرض منها أن تكون ساحة لتجريب الطائرات الحربية الجديدة ولهذا احاطتها الحكومة الامريكية بسرية تامة، يتم حراستها من خلال مروحيات تحوم فوقها بكثرة ويمنع الاقتراب والتصوير، هناك أيضا حظائر لاخفاء الطائرات في حل مرور قمر صناعي فوق المنطقة.
هناك بعض الاشخاص يعتقدون ان المطار العسكري هو في الحقيقة معمل لاجراء التجارب على المخلوقات الفضائية التي جاءت لزيارة الارض، فبحسب أصحاب هذا الرأي المركبات الفضائية القادمة من الفضاء الخارجي قد تتحطم على الأرض لسبب أو لاخر، وينقل حطامها وأجسام راكابها الى المنطقة 51 لاجراء التجارب على تلك المخلوقات ودراستها بالاضافة الى دراسة حطام المركبة الفضائية نفسها.
ويعتقد أتباع هذه النظرية أن التكنولوجيا التي جعلت صناعة الطائرات الخفية عن الرادار ممكنا مأخودة من احدى تلك المركبات الفضائية، حيث قام المهندسون في المنطة 51 بدراسة حطام المركبة والاستفادة من التقنيات المتقدمة التي بحوزة الفضائيين.
بالنسبة الى موضوع المخلوقات الفضائية فهناك ما يجب توضيحه، وجود حياة خارج الارض ممكن فهناك اعتقاد متزايد في صفوف العلماء على ترجيح احتمال وجودها، أما الادعاء بانها زارت الارض فعلا فهو ادعاء يفتـقر الى دليل يدعمه، ولا يزيد على أنه محض تخيلات وقصص تحكى.
بحسب نظرية المؤامرة هذه فإن الحكومة الامريكية، وربما غيرها من الحكومات، تعرف بوجود خطر قادم من الفضاء وبالرغم من هذا لايبدو ان أي من الحكومات قد اتخذت تدابير احترازية تحسبا لهجوم من الفضاء، بل على العكس ففي 1983 اعلن الرئيس الامريكي رونالد ريغان عن مبادرة الدفاع الاستراتيجي أو ما عرف وقتها بـ"حرب النجوم" وهو برنامج عسكري هدفه صد اي هجوم يستخدم الصورايخ النووية العابرة للقارات عن طريق وضع معدات فضائية في مدار الارض قادرة على اعتراض الصورايخ باستخدام اليات مختلفة مثل الليزر والصوراريخ التقليدية بالاضافة للدفاعات الارضية المعتادة، تم الغاء المشروع في 1993 واكتفي بقواعد ارضية محدودة لردع الصورايخ العابرة للقارات، بالتأكيد لو كانت حكومة الولايات المتحدة تتوقع غزوا فضائيا لما لغت المشروع.
الارض المسطحة
ولعل هذه النظرية هي سيدة نطريات المؤامرة كلها، من حيث انها الاكثر تطرفا والاكثر بعدا عن الواقع حيث ينظر منطروا الارض المسطحة الى ان الارض عبارة عن قرص هائل الحجم مركزه هو القطب الشمالي بينما ما نسميه القطب الجنوبي هو عبارة عن جليد يحيط بالحافة الخارجية للارض.
الجاذبية غير موجودة وفقا لهذه النظرية إنما قرص الارض يطير للاعلى بسرعة مما يجعل الاجسام على سطح الارض تندفع للاسفل وهذا يعطينا احساسا بالجاذبية، وهناك قوة غامضة بحسب تعبيرهم اسمها الطاقة المظلمة هي ما يدفع قرص الارض للاعلى، بالنسبة الى الطائرات التي تسافر حول العالم هي فقط تسافر على محيط الدائرة.
الشمس والقمر يبعدان عن سطح الارض 4800 كيلومترا تقريبا ويدوران في دوائر فوق قرص الارض ويحصل بدورانهما تعاقب الليل والنهار، اما النجوم فهي أبعد من ذلك بقليل.
المؤامرة في الموضوع أن حكومات الدول العظمى ووكالات الفضاء تعرف بشأن الشكل الحقيقي للارض ولكنهم يتعمدون اخفاءه عن الشعوب.
تأسس مجتمع الارض المسطحة في 1956 على يد المدعو ساميول شيلتون Samuel Shelton، وشكل شيلتون نظريته بناء على ما أسماه "التجارب الشخصية والمنطق العام"، أما تجاربه الشخصية فهي أن الارض تبدو مسطحة عند النظر للافق، وأما المنطق العام فهو عدم الاحساس بكروية الارض عند المشي عليها.
لاحقا عندما عُرض على شيلتون صور الارض ملتقطة من الفضاء تظهر كرويتها، قال بأن تلك الصور مفبركة كجزء من المؤامرة العالمية لإخفاء حقيقة الارض المسطحة.
اذا كنت ترى ان اصحاب هذه النظرية يمتلكون عقلية عجيبة مكنتهم من تصديق هذا الهراء، فاعلم أن هذه النظرية تشترك مع نظريات المؤامرة الاخرى في طريقة التفكير مثل انكار الاف الادلة المضادة لفكرتهم والتمسك بالاوهام، والاعتقاد أن حكومات الدول الكبرى لديها مقدرة غير طبيعية في إخفاء الحقائق بهذا الشكل.
بالنسبة الى العلماء يشكل مجتمع الارض المسطحة بمثابة تمرين عقلي لتقييم فلسفة العلوم وابتكار طرق لتدريس فلسفة العلوم للمبتدئين بحيث يتم الاستشهاد بنظرية الارض المسطحة كمثال على نظريات العلم الزائف وكيف نميز بينها وبين نظريات العلم الحقيقي ولماذا نعتبرها خاطئة.
التكنولوجيا القديمة المنسية
يتفق المؤرخين وعلماء الاثار وغيرهم من ذوي الاختصاص على أن الحضارة البشرية انتـقلت خلال التاريخ من الاقل الى الأكثر تحضرا سواء من الناحية المعرفية أو الاخلاقية، فالمعرفة تتراكم وتزداد عبر العصور ومع المعرفة يأتي الفكر والاخلاق ونحن في عصرنا هذا نشكل اعلى نقطة في منحنى الحضارة اذا ما تمت مقارنتنا بالعصور الاقدم منا.
الا أن بعض المتحمسين لا تقنعهم قصة الحضارة كما نعرفها، بل التاريخ من وجهة نظرهم عكس ما نعرف، فالشعوب القديمة التي عاشت قبل التاريخ كانت تمتلك تكنولوجيا أكثر تطورا بكثير مما نمتلكه نحن الان، بمعنى أن الحضارات القديمة كانت متفوقة علينا علميا وروحيا واجتماعيا، فقد اتقنوا السفر بين النجوم وحلو ألغاز الكون التي لازالت تعجزنا وتمكنوا من بناء مدن عظيمة لم يبق منها في يومنا هذا الا بعض الابنية الاثرية، بالاضافة الى حلهم لمشكلات الجوع والفقر.
وأما عن سبب اختفاء تلك الحضارات القديمة ورجوع البشرية الى الوراء فاصحاب تلك الاعتقادات لا يتفقون فيما بينهم على رأي واحد، ربما تحارب تلك الحضارت في ما بينهم بحرب عالمية قضت على حضارتهم واعادتهم الى حياة الكهوف، أو ربما كارثة طبيعية مثل اصطدام نيزك بالارض، المهم أن بعد الكارثة وضياع الحضارة والتكنولوجيا والعلوم اضطر البشر لإعادة الإعمار من جديد.
غير أن البشر الناجين من الكارثة ولحسن حظهم استفادوا من بقايا المعرفة التي ورثوها عن اسلافهم، وتمكنوا بفضلها من الزراعة والكتابة وبناء العمران، بالتالي لازلنا والى هذا اليوم نعيش بفضل تلك الحضارات البائدة.
ادعياء هذه النظرية يستشهدون ببعض الابنية الاثرية كأهرامات الجيزة وغيرها من الأعاجيب الأثرية التي لم يعرف العلماء الى الان على وجه التأكيد كيف بنيت، اذا أخذنا الاهرام كمثال شهير يستشهد به اتباع نظرية الحضارات القديمة المتطورة، سنجدهم يزعمون أن الاهرام لا يمكن أن يكون المصريين القدماء قد بنوها بأدواتهم القديمة كالمعاول والادوات الحجرية، اذا لا بد وأنها بنيت باستخدام تكنولوجيا متطورة تفوق التي بين ايدينا الان، وهذا الاستنتاج غير صحيح فإذا كان العلماء لا يعرفون كيف بنى المصريون القدماء الاهرام فهذا ليس بدليل على أن الاهرام لا يمكن أن تكون قد بنيت على ايديهم.
عادة ما تـشكل الالغاز التي لم تحل ملاذا للعلم الزائف والتاريخ الزائف ونظريات المؤامرة، والمثال الذي بين أيدينا خير دليل، فبدلا من محاولة حل اللغز واكتشاف طريقة بناء الاهرام كما يفعل العلماء الحقيقيون، تجد أتباع العلم الزائف بعتبرون كل ما لم يصل العلم اليه بعد في صفهم بطبيعة الحال.
وقد نسينا أن نذكر المؤامرة في الموضوع، حسنا المؤامرة هنا أن حكومات الدول تعلم بحقيقة التكنولوجيا القديمة ولكن تخفيها عن الجماهير، كذلك يقوم علماء الاثار حول العالم باخفاء اي قطعة اثرية من شأنها أن تكشف عن وجود حضارات متقدمة في الزمن الغابر، والهدف من اخفاء تلك الحقائق هو محاولة السيطرة على الشعوب عبر اقناعهم أن اجدادهم كانو أقل علما منهم.
نظرية المؤامرة
ردحذف