لماذا نحلم








هل حلمت ذات ليلة بالحيوانات المفترسة تطاردك أو أنك سقطت من مكان عال، في الحقيقة هذين الحلمين أكثر ما يحلم به الناس ، ونحن نحلم كل ليلة وإن كنا لا نتذكر احلامنا كلها ، لكن لماذا نحلم؟ وللاجابة عن هذا السؤال وضع العلماء عدة نظريات واليك أهمها



1.       تحقيق الامنيات، في بدايات القرن العشرين وضع عالم النفس سيغموند فرويد نظريته حول الاحلام، يقول فروبد أن أحلامنا كلها بما في ذلك الكوابيس ليست إلا وسيلة للتعبير عن الرغبات المكبوتة، بمعنى أن ما لا تتمكن من فعله على أرض الواقع فإنك تفعله في احلامك، ولا يشترط أن تكون الرغبة المكبوتة رغبة شريرة  إنما هي رغبة مكبوتة بسبب الظروف ، وبحسب فرويد فالاحلام عادة ما تكون مموهة بالرموز ، ومعظم العلماء اليوم لا يتفقون مع فرويد فمن الواضح أن أكثر أحلامنا لاعلاقة لها بالرغبات المكبوتة.

2.       الأحلام كأعراض جانبية ، نظرية التفعيل المستمر Continual-activation theory تتلخص بأن الدماغ عندما يقوم في اثناء النوم بترتيب الذاكرة طويلة الامد فإن عملية الترتيب هذه تتسبب عن دون قصد بارسال اشارات الى المناطق الاخرى في الدماغ (مثل القشرة المخية وغيرها )، والدماغ يحاول أن يقوم بترجمة هذه الإشارات فيصنع الدماغ الاحلام ليجعل تلك الاشارات لها معنى، وهذه النظرية تفسر لنا لماذا الاحلام تبدو غير منطقية فهي بحسب هذه النظرية اشارات كهربائية تم ارسالها عن طريق الخطأ وحار الدماغ بتفسيرها.


3.       الاحلام كنوع من التدريب، يخبرنا الفيلسوف وعالم الاعصاب (انتي رافتشو) أن الغاية من الاحلام هو تدريبنا على مواجهة الاخطار الحقيقية وكأن الدماغ يدرب نفسه على مواجهة مخاوفه في المنام ليسهل مواجهتها في الواقع، وهذا يفسر لنا كثرة الاحلام المتعلقة بالسقوط من مرتفع والهروب من الحيوانات المفترسة والقتال وغير ذلك.


هذه النظريات وغيرها الكثير لازالت موضع جدل بين العلماء، فيبدو أن عالم الاحلام لايزال عصيا حتى هذه اللحظة ، وقد يكون للاحلام أكثر من سبب ولا تكفي نظرية واحدة لتفسيرها، وأيا يكن الامر فلا شك أن للأحلام أهميتها بما تعطيه لنا من إلهام وابداع ولا ننسى أيضا الشعور بالسعادة الذي يصاحب بعض أحلامنا


ومما يجدر ذكره أيضا أن هناك نوعا مميزا من الاحلام وهو الاحلام الواضحة Lucid dreams، والمميز فيها أن الذي يرى حلما من هذا النوع فإنه يعي تماما أنه في حلم ويمتلك في منامه الارادة الحرة لفعل ما يريد على عكس أكثر الاحلام التي لايعي من يراها أنه يحلم الا بعد ان يصحو منها.
Share on Google Plus
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.